-A +A
أريج الجهني

تابع العالم أجمع كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله الافتتاحية خلال القمة الاستثنائية لقادة مجموعة العشرين مساء الخميس الموفق ٢٦ مارس ٢٠٢٠، وهي كلمة مترفة بالسمو و الأخلاق والرفعة التي ينبغي على كل المواطنين أن يحفظوها في قلوبهم، ويستحضروها في أذهانهم. سأتناول مقتبسات من الكلمة لنرى كيف لنا أن نمارس هذا الترف اللغوي في حياتنا وحضورنا الخطابي في كل مكان، فالخطاب بدأ بهذه العبارة الخضراء «إننا نعقد اجتماعنا هذا تلبية لمسؤوليتنا كقادة أكبر اقتصادات العالم»، نعم المملكة العربية السعودية تحتل المرتبة الثامنة عشرة في هذه الاقتصادات العالمية، نعم لغة القوة هي لغة العصر، فالرياض هي عاصمة القرار الدولي وبعد انهيار العديد من الاقتصادات الأوروبية المحتمل سنشهد صعودا منتظرا للاقتصاد السعودي وربما بطريقة غير متوقعة.

«لا تزال هذه الجائحة تخلف خسائر في الأرواح البشرية وتلحق المعاناة بالعديد من مواطني دول العالم»، البعد الإنساني في حديث جلالته والتناول الأخلاقي للقضية، بخلاف ما نراه من مهاترات واتهامات ودعوات فوضوية في تويتر وغيرها لمهاجمة جنسيات معينة، لغة الملك لغة الإنسان وحضور الضمير والمواساة، «إن هذه الأزمة الإنسانية تتطلب استجابة عالمية»، نعم الفكر العالمي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة وأهمها (كيف نجمع العالم مع بعضهم البعض)، المملكة لم تتخل يوما عن دورها الأخلاقي والإنساني، رغم كل الهجمات اللا أخلاقية ضدها، ورغم كل الأصوات الجائرة والتي كانت تستميت لمنازعة الوطن على مكتسباته، «نثمن.. ندعم الجهود، تعزيز التعاون»، هذه هي المملكة وهؤلاء هم قادتنا فيض من التقدير والعطاء.

«نحن على ثقة بأننا سنتمكن معا بعون الله من تجاوز هذه الأزمة والمضي قدما»، اللغة المتفائلة واللغة التي تعكس قوة العمل والعزيمة والقدرة في أعظم صورها، تخيل أن يكون أعلى وأعظم قائد في وطنك بهذا العطف والفيض من الحنان والأبوة كم نحن محظوظين، وكم ينتظرنا من أيام سعيدة ومشرقة في ظل هذه النفوس العظيمة، ويختتم جلالته بقول «نحو مستقبل ينعم فيه الجميع بالرخاء والصحة والازدهار»، نعم هذا هو قدرنا بإذن الله ما أجمل الخلق الرفيع كيف ينهض بدولته عبر التاريخ، هؤلاء هم آل سعود الذين ترفع لهم كفوف الكبار ليدعون في كل صلاة (الله يعزهم ولا يعز عليهم)، اللهم آمين، ولا نستطيع أن نخفي سعادتنا بكل ظهور للملك سلمان حفظه الله، فحضوره دائما يأتي مكللا بالبشائر ومتوجا بمكارم الأخلاق والهدوء والاتزان، علينا أن نتحلى بهم وننطلق للقادم مرفوعي الرأس والراية.

كاتبة سعودية

Areejaljahani@gmail.com